كتاب رائع ينصح به للمتشائمين السوداويين وللذين يريدون فهم الحياة والتعايش معها بصورة أكبر وأعمق بدون الكثير من الخسائر النفسية

فن الحياة كتاب أندريه موروا الذي ينقسم إلي فصول تتحدث عن فن الحب ، الزواج ، الحياة العائلية ، السعادة ، الاستمتاع بالشيخوخة ، بالإضافة إلي فن التفكير والزعامة والاستمتاع بالعمل
قد يتبادر إلي ذهنك لوهلة أنه كتاب تنمية بشرية لكني لم أشعر بهذا قط أثناء القراءة فهو جذاب يحوي تجاربه ومشاهداته ومناقشات قصيرة للقصص والأفكار بطريقة غير مملة
ما يميزه أنه واقعي بدرجة كبيرة
وتمسك الكاتب بالقيم الدينية والأخلاقية والاعتراف بأهميتها في بعض الفصول
في اعتقادي الخاص أنه لكي نفهم الحياة ونتعايش معها يجب أن نجرب ونفشل ونعيد تفكير ونستفيد من التجارب الحية أمامنا بقدر الإمكان ولكن ماذا إذا كان هناك كتاب يضم خبرات مفكر رائع مثل موروا يختصر عليك الطريق الطويل للمشاهدات والتأمل
كما أنه يلمس أجزاء كثيرة في داخل النفس وخصوصا حين ذكر أن لا ينفع للمكتئب أن يقرأ لانتفاء تركيزه وهذا ما يحدث لي فعلا في أوقات الاكتئاب الحادة علي سبيل المثال لا الحصر
كما أنه يركز علي تماسك الأسرة مع إعطاء بعض الحرية
التساهل والتسامح في العلاقات الزوجية
فصل الحب كان رائعا وواقعيا بدرجة كبيرة
وفصل التفكير ونصائحه للكتاب أيضا من الفصول الهامة
وأجمل الفصول علي الإطلاق فن السعادة والاستمتاع بالشيخوخة

بعض المقتطفات التي أعجبتني
"ولكن لا شيء في حياتنا اليومية يبقي إذا أهمل : لا البيوت ، ولا الصداقات ولا المتع... السقوف تسقط علي من فيها ، والحب يتبخر وينتهي .. البلاط إذا قدم به العهد يحتاج إلي تثبيت .. والمفصلة في الباب تحتاج إلي إصلاح .. وسوء التفاهم بين الأشخاص ينبغي أن يزال ويصفي ، وإلا تولدت عنه المرارة في النفس!.. والشعور إذا تعمق في النفس يصبح مركزا للفساد والتعفن ، وذات يوم ينفجر الدمل أثناء مشاجرة فيرتاع كل من الزوجين حين يري الصورة التي يحتفظ بها الآخر في نفسه!"

"في كل عائلة يكمن نوع من الضجر الخفي المكتوم الذي يدفع أفرادها إلي الفرار من جو بيتهم والعيش علي هواهم ! كما توجد أيضا بين أفراد كل عائلة قوة تقليدية عجيبة تقرب بينهم ، وهذه القوة تظهر علي حقيقتها حين يلتئم شمل أفراد الأسرة حول مائدة العشاء فيحسون أنفسهم أحرارا وينطلقون علي سجيتهم"

"وفي الحب نوع من الخلاص ، لأنه يضطرنا إلي أن نفكر في سوانا ، لا في أنفسنا .. فهو يخلق في حياتنا "وحدة الغاية" التي تجعلنا نوقف الحياة -حين نحب - علي إسعاد من أحببنا "

"والواقع أن أغلب الأفكار التي تخالجنا عن المستقبل زائفة ، فنحن نتصور تعاسات مقبلة ونخافها قبل حدوثها ، فنعيش من خوف الشقاء في شقاء .. ومن خوف المرض في مرض .. ومن خوف الفقر في فقر .. في حين أننا لو أنصفنا لأدركنا أن الحياة صعبة في وضعها الراهن ، فلماذا نضفي عليها عنصر الهواجس المحزنة ؟.."

ومن هذا كله نري أن ليست هناك حياة سعيدة وحياة شقية .. وإنما هناك شخصية ، أو بالأحري "نفس" سعيدة وشقية ..فالمتشائم يقول إذا أحس ببرودة في الجو : "أف .. أكاد أموت من هذا البرد الفظيع!" أما المتفائل فيقول ""ما ألذ الجو البارد"فهو ليس سعيد لأنه يستشعر دفئا ، وإنما يستشعر الدفء لأنه سعيد !.. وهو يظل متفائلا حتي في المرض "

كل شيء جائز الحدوث .. وكل شيء ممكن أن ينسي .. وكل صعوبة يمكن تذليلها .. وليس هناك من امرئ يحيط بكل شيء فهما .. ولو عرف كل إنسان ما يقوله الناس جميعا بعضهم في بعض ..لما تحدث في الدنيا أحد إلي أحد!"

لا شك أن تخاذل الروح - وليس خور الجسد - هو أسوأ شرور الكبر"

فليحذر الشيوخ هذه الرذائل الثلاث : الأثرة ، والبخل ، والطمع أو الغيرة من الشباب"

"والذي يفكر بيديه خليق بأن يلتزم الحذر حتي لا تضار يداه.. أما الذي يفكر بالكلمات ، فيستسهل كل عمل ، لأن الوقت الذي ينقضي بين الخطأ وبين ما يترتب عليه من ضرر ، أطول من أن يذكر معه تبعاته ومسؤولياته لذلك يتلاعب بالكلمات والرموز الجوفاء ، متناسيا النتائج الفظيعة التي قد تترتب عليها .. أو هو يميل إلي الاعتقاد بأنه قد أدي كل شيء بمجرد النطق بالكلمات ، ويفوته أن للكلمات رد فعل قد يصل إلي درجة الخطورة "

الانتخابات والشهادات هي أكبر عيوب عصرنا

"إنما القارئ الصادق هو الذي يفرد الليالي الطوال يخلو فيها إلي ما يقرأ " ( )

Maurois has some good observations-- but unfortunately, he was still invested in/oblivious to a lot of ridiculous gender constructions, and the ills that accompanied them. ( )

95-690 mercadolibre nov19
https://listado.mercadolibre.com.mx/maurois-un-arte-de-vivir